ربع البشر يمرضون ويموتون مبكرا بسبب التلوث
البشر يدفعون ثمن استهتارهم بالطبيعة
امراض التنفس والاسهال ياتيان في مقدمة المآسي الصحية الناجمة عن بيئة يلوثها نهم صناعي متزايد في ربوع العالم.
ميدل ايست اونلاين
جنيف - من كاثي ماسيا
تتسبب المشكلات البيئية التي يمكن التغلب عليها بحوالي ربع الامراض والوفيات التي تحدث في عمر مبكر مع فروقات كبيرة بين البلدان الغنية والفقيرة، كما تؤكد دراسة رائدة نشرت منظمة الصحة العالمية نتائجها الجمعة.
وتقول الدراسة بعنوان "تفادي الامراض من خلال الحرص على بيئة صحية" انه يمكن سنويا انقاذ حياة اربعة ملايين شخص اذا ما تم تفادي المشكلات الصحية المرتبطة بالمكونات البيئية كالهواء والماء والتربة والاشعاعات والضجيج والحقول الكهرومغناطيسية والانشاءات والزراعة والسلوكيات الصحية والنظافة.
وتأتي الامراض المسببة للاسهال في مقدمة الامراض الناجمة عن بيئة غير صحية. فالمياه الملوثة او عدم توفر مرافق صحية وعدم التزام قواعد النظافة تتسبب بنحو
94% من حالات الاسهال، كما تؤكد المنظمة التي قامت لاول مرة بدراسة مسببات قرابة 85 مجموعة من الامراض.
وتأتي بعدها الامراض التنفسية الناجمة في 41% منها عن التلوث الذي تخلفه السيارات واستخدام الفحم والتدخين السلبي.
وتبنت منظمة الصحة العالمية تعريفا واسعا للمخاطر المرتبطة بالبيئة يشمل على سبيل المثال حالات الانتحار بسبب العيش في مناطق مكتظة فقيرة وغير صحية او حوادث السيارات الناجمة عن سوء حالة الطرق.
وتشكل البيئة عاملا حاسما في التسبب بمرض الربو التحسسي (44%) عدا التعرض للقاح الطلع) والملاريا (42%) وحوادث الطرق (40%) وامراض الرئة المزمنة (42%). كما انها مسؤولة عن 30% من حالات الانتحار وكذلك عن 30% من سرطانات الرئة و19% من العنف بين الافراد.
وتختلف المخاطر المرتبطة بالبيئة بصورة كبيرة بين مناطق العالم. فهي تعتبر مسؤولة عن 25% من الوفيات في الدول النامية و17% في الدول الغنية.
اما في ما يتعلق بالامراض المعدية المرتبطة بالبيئة، مثل الملاريا، فيتراوح خطر الاصابة بين 1 و15 بين الدول الغنية والفقيرة.
وفي المقابل، تنعكس المعادلة في ما يتعلق بالامراض غير المعدية مثل امراض القلب والشرايين المرتبطة على سبيل المثال بقلة الحركة والتي ترتفع سبع مرات في الدول الغنية عن الدول الفقيرة.
وتوضح الدراسة ان "عوامل الخطر البيئية تشهد تحولا كبيرا مع التنمية". وعليه فان بعض الامراض مثل الملاريا تتراجع مع التنمية. ولكن العكس يحدث مع الامراض غير المعدية مثل القصور في وظائف الرئة والسرطانات.
وتقول ماريا نيرا، مديرة قسم الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية انه "يفترض ان تتخذ على الفور سلسلة من الاجراءات لتخفيف هذا العبء الذي تفرضه الامراض الناجمة عن البيئة"، داعية الى مراعاة السلوكيات الصحية والى التعامل بحرص اكبر مع المواد السامة في المنزل ومكان العمل.
وتضيف "في موازاة ذلك، نحن بحاجة الى دفع قطاعات الطاقة والنقل والزراعة والصناعة الى التحرك بالتعاون مع القطاع الصحي لمواجهة الاسباب البيئية التي تؤثر سلبا على الصحة".