الانحباس الحراري
الانحباس الحراري يضاعف أعداد الحشرات آكلة المحاصيل
جرادة تأكل نبتة ورقية (رويترز-أرشيف)
نشرت صحيفة إندبندنت أن الباحثين اكتشفوا أن أعداد الحشرات الآكلة
النباتات الورقية يمكن أن تتزايد بكثرة نتيجة المستويات المرتفعة لغاز
ثاني أكسيد الكربون، في وقت يحتاج فيه العالم إلى زيادة إنتاج المحاصيل
لإطعام ثلاثة مليارات شخص سيولدون في نهاية القرن الحادي والعشرين.
فقد وجد العلماء أن هناك زيادة ملحوظة في كم الأضرار الناجمة عن هذه
الحشرات وتنوع الإصابات التي تخلفها على النباتات، خلال واحدة من آخر
الحوادث الكبيرة في مسلسل الانحباس الحراري منذ 55.8 مليون سنة.
ويعتقد العلماء أن ارتفاع الحرارة عالميا بخمس درجات -الذي سببته الزيادة
الثلاثية في مستويات ثاني أكسيد الكربون خلال حقبة ما يعرف بأقصى ارتفاع
حراري في العصر الحديث السابق منذ حوالي 50 مليون سنة- هو الذي فجر هذه
الأعداد الهائلة من الحشرات وترك أثرا دائما على الأوراق المتحجرة
المحفوظة منذ ذاك الوقت.
وحذر العلماء من أن نفس التأثير يمكن أن يُشاهد خلال الحقبة الحالية من
الانحباس الحراري الناجم عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصناعية، التي
يمكن أن تضاعف التركيز ما قبل الصناعي للغازات مع نهاية القرن الحالي.
وكشفت الدراسة أن تلف أوراق النباتات المدوّن في نحو خمسة آلاف ورقة
متحجرة قفز مما بين 15 و 38% قبل الحقبة الجيولوجية المذكورة إلى 57% خلال
فترة الانحباس الحراري. ثم عاد تلف الأوراق إلى نحو 33% بعد الانخفاض في
درجات الحرارة، الأمر الذي جعل العلماء يعتقدون أن هذا الدفء سمح لأجناس
من الحشرات من المناطق الاستوائية بالهجرة شمالا.
وبالإضافة إلى الهجرة من المناطق الاستوائية، يعتقد العلماء أن الحشرات
زادت شراهتها لأن ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الجو جعل الأوراق
أقل تغذية لأنها احتوت على تركيزات أصغر نسبيا من النيتروجين.
وبالتالي فعندما يزيد ثاني أكسيد الكربون يصبح البروتين أقل في أوراق
النباتات وتحتاج الحشرات لأكل المزيد للحصول على مغذياتها. كما أن
النباتات يمكن أن تنمو أسرع عندما ترتفع مستويات ثاني أكسيد.
وختمت إندبندنت بأن الجدال ما زال قائما حول ما الذي سبب الانحباس الحراري
في الحقبة الجيولوجية القديمة، حيث تقول إحدى النظريات إنها نتجت عن إطلاق
هائل لغاز الميثان من الترسبات المتجمدة تحت قاع البحر، والنظرية الثانية
هي أنها نجمت عن تراكمات ضخمة لغاز ثاني أكسيد الكربون المتدفق من
البراكين.
المصدر: الصحافة البريطانية
يعتبر
الارتفاع في درجة حرارة الارض اليوم أحد الاسباب التي ستؤدي الى تغييرات
مناخية عالمية من قبيل الفيضانات المستمرة واختفاء الغابات بشكل كبير،
وبالتالي ستكون أحد العوامل المؤثرة سلباً على البيئة والمؤدية إلى القضاء
على الحياة.
حتى اليوم بلغ هذا الارتفاع درجة واحدة، ويرجع بعض العلماء هذا الارتفاع
في درجة حرارة الارض الى ما أصبح يعرف اليوم باسم ظاهرة "الاحتباس
الحراري", والبعض الاخر يعزوها الى أسباب اخرى من قبيل النشاط الشمسي
المتزايد. هذه المقالة تحاول شرح هذه الظاهرة. ظاهرة الاحتباس الحراري
يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري على أنها الزيادة التدريجية في درجة
حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض، ما يرفع بالتالي درجة حرارة
الأرض ، ويحصل ذلك بسبب زيادة انبعاثات الغازات التي يتكون معظمها من بخار
الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون، وهي
غازات طبيعية تلعب دوراً مهماً في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه،
فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض إلى ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية
تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي
تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس،
وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض، لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها
الطبيعي. ويعتبر أصحاب هذه النظرية ان هذا الارتفاع خطير وسيشكل كارثة على
مستوى الحياة. ظاهرة الرياح الشمسية
يقدم أصحاب نظرية ظاهرة النشاط الشمسي المتزايد تحليلهم للارتفاع في درجة
حرارة الارض في شكل تفسير علمي وهو عبارة عن ظهور رياح شمسية تؤدي بمساعدة
المجال المغناطيسي للشمس إلى الحد من كمية الأشعة الكونية التي تخترق
الغلاف الجوي للأرض، وهذه الاشعة الكونية تحتوي على جزيئات عالية الطاقة
تقوم بالاصطدام بجزيئات الهواء لتنتج جزيئات جديدة تعد النواة لأنواع
معينة من السحب التي تساعد على تبريد سطح الأرض، وبالتالي فإن وجود هذا
النشاط الشمسي يعني نقص كمية الأشعة الكونية، أي نقص السحب التي تساعد على
تبريد سطح الأرض، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. ويدعو أصحاب هذا
التفسير الى عدم القلق كون هذا الامر قد يحدث بشكل عكسي، ما قد يصحح ما قد
يصيب الأرض.
وبين الجدل القائم في هذا الموضوع بين التفسيرين تبرز بعض الآثار التي
تؤكد بدء هذا الارتفاع في درجة حرارة الأرض بشكل فعلي منها: 1ـ ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات خلال الخمسين سنة الأخيرة. 2ـ تناقص الوجود الثلجي وسماكة الثلوج في القطبين المتجمدين خلال العقود الأخيرة. 3ـ ملاحظة ذوبان الغطاء الثلجي بجزيرة "غرينلاند" خلال الأعوام القليلة الماضية .
4ـ أظهرت دراسة القياسات لدرجة حرارة سطح الأرض خلال الخمسمئة عام الأخيرة
ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمعدل درجة مئوية واحدة . 5ـ أظهرت الدراسات طول مدة موسم ذوبان الجليد وتناقص مدة موسم تجمده . كل هذه التغيرات تعطي مؤشراً واحداً هو بدء تفاقم المشكلة.
هذه المؤشرات دفعت المنظمات الدولية الى عقد بعض الاتفاقيات للحد من
ارتفاع نسبة انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون مثل اتفاق "كيوتو" الذي يلزم
موقعيه بخفض جماعي لانبعاث الغازات الضارة بالبيئة بمعدل يزيد على خمسة في
المئة لكي تكون التغيرات التي تطرأ على المناخ ضمن حدود يمكن تحملها
والتأقلم معها.
ولكن هذا البروتوكول يواجه مصاعب جمة، بعد أن انسحب منه أبرز الموقعين
عليه، الولايات المتحدة الأميركية التي يمثل حجم تلويثها للبيئة العالمية
من خلال انبعاث الغازات 24 في المئة من مجمل الانبعاثات العالمية، فيما
عدد سكانها لا يبلغ سوى أربعة في المئة من عدد سكان العالم مجتمعين!
وهناك أيضاً مناشدة لاستخدام ما يعرف باسم استخدام الوقود النظيف من قبيل
الطاقة الشمسية والطاقة النووية التي تقع بين الأقل إنتاجا للكربون.
هذا على مستوى الحلول العملية, أما على مستوى الحلول العلمية فيحاول
الدكتور كريج فينتر بعد عمله على وضع خريطة الجينوم البشري أن يجد حلاً
بيولوجياً، ويشير إلى أنه اكتشف أن جرثومة الميثانوكوكس تأخذ ثاني أوكسيد
الكربون من البيئة وتحوله إلى بروتينات وسكر وميثان.
ويأمل الدكتور فينتر بأن يجد جرثومة ما مشابهة للميثانوكوكس لها الميزة
نفسها في ما يتعلق بإزالة ثاني أوكسيد الكربون من المحيط، وبالتالي مقارعة
التغيرات التي يسببها البشر للمناخ. يبقى أننا في حاجة ماسة إلى تخفيض ملوثات الارض سواء في الماء أو الهواء أو التربة، حتى لا نكون من المفسدين فيها.
منقول للافادة